الجيش اللبناني يتأهب لجبهة جديدة مع المتشددين

الجيش اللبناني يتأهب لجبهة جديدة مع المتشددين

بيروت - وكالات - رفعت قوات الجيش اللبناني درجة التأهب الامني امس حول مخيم عين الحلوة في جنوب البلاد بعدما أثارت الاشتباكات التي استمرت ليلة أمس مخاوف من احتمال مواجهة الجيش اللبناني لجبهة قتالية ثانية غير تلك التي يواجهها بالفعل حول مخيم نهر البارد في شمال البلاد. وأغلق الجيش جميع المداخل المؤدية للمخيم الواقع شرق مدينة صيدا الجنوبية بعدما فتح اسلاميون متطرفون جبهة جديدة اسفرت عن مقتل جنديين، فيما يواصل الجيش منذ 20 ايار عملياته ضد مجموعة فتح الاسلام المتهمة باعمال ارهابية والمتحصنة في مخيم نهر البارد في شمال لبنان.
وفي محاولة على ما يبدو لتخفيف الضغط عن المقاتلين الذين يسيرون على نهج القاعدة في شمال لبنان شنت جند الشام هجوما ضد حاجز للجيش اللبناني في منطقة تعمير عين الحلوة عصر أمس الاول ما استدعى ردا من الجيش الذي عزز مواقعه فيما استمر تبادل اطلاق النار والقذائف بمختلف انواع الاسلحة منذ العصر حتى ساعات الليل قبل ان يهدأ لاحقا.
وأدى رد الجيش اللبناني بإطلاق نيران المدافع الرشاشة الثقيلة على المنطقة إلى تدخل اللاجئين الفلسطينيين الموالين لحركة فتح في مخيم عين الحلوة المجاور وإطلاق النار على الأشخاص المشتبه في انتمائهم لمجموعة جند الشام.
ويتردد أن جند الشام وهي جماعة سنية يعتقد أن أغلب أفرادها من اللبنانيين المطلوبين للعدالة وبعض الفلسطينيين على صلة وثيقة بتنظيم فتح الاسلام في شمال لبنان.
وتأتي الاشتباكات الجديدة في غمرة الاشتباكات المستمرة بين متشددين على صلة بتنظيم القاعدة من عناصر جماعة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد والجيش منذ 16 يوما ما أسفر عن مقتل ما مجموعه 108 أشخاص.
ويقوم الجيش اللبناني منذ صباح امس الباكر بإرسال المزيد من الامدادات العسكرية لمخيم عين الحلوة لتجنب وقوع أي اشتباكات جديدة.
كما جرى تعزيز الاجراءات الامنية في صيدا حيث أغلقت المدارس ومازالت الكثير من المحال التجارية ووسائل المواصلات متوقفة عن العمل.
وفي داخل المخيم تقوم حركة فتح بدعم قوات الحكومة ضد المسلحين المتشددين كما يقومون باتصالات مع السلطات اللبنانية لمحاولة إنهاء المواجهات الاخيرة.
وأدت الاشتباكات الاخيرة إلى إثارة المزيد من المخاوف حول احتمال امتداد أعمال العنف إلى المزيد من المخيمات التي تؤوي لاجئين فلسطينيين في لبنان.
وكان سلطان أبو العينين أمين سر حركة فتح في لبنان قد ذكر في وقت سابق أن مقاتلي الحركة في مخيم عين الحلوة يحاولون مساندة الجيش اللبناني في إحباط أي تحرك من جانب مجموعة جند الشام .
واكد ابو العينين استعداد الفصائل الفلسطينية لمنع انتقال المعارك من مخيم نهر البارد الى مخيمات اخرى. وقال نعمل جميعا كل الفصائل الفلسطينية بقوة لمنع اعتداء المشاغبين على الجيش واتخذنا اجراءات عسكرية حول حواجز الجيش (في التعمير) لمنع الاعتداء عليها. واوضح ان ذلك يتم بالتنسيق مع الجيش. وقال سنعمل بكل قوة ولو استعملنا السلاح لمنع اي فتنة بين الجيش والشعب الفلسطيني.
من جهتها حذرت الجماعة الاسلامية في جنوب لبنان على لسان مسؤولها السياسي بسام حمود من خطورة انتقال عدوى الاشتباكات الى منطقة صيدا ومخيماتها. ونقلت الوكالة اللبنانية عن حمود تأكيده انه وبعد اللحظات الاولى لاندلاع الاشتباكات بادرنا الى الاتصال بجميع الاطراف المعنية وخصوصا قيادة الجيش والاخوة في عصبة الانصار ولجنة المتابعة الفلسطينية من أجل لجم الاشتباكات العنيفة وقد توصلنا الى اتفاق لوقف اطلاق النار استطعنا خلاله سحب جميع المسلحين من الشوارع.
وأضاف: إننا في الجماعة الاسلامية نؤكد أننا لن نسمح وبالتعاون والتفاهم مع جميع القوى اللبنانية والفلسطينية الوطنية والاسلامية من الاستمرار بهذا الوضع الشاذ وطالبنا الجميع بتحمل مسؤولياتهم والعمل على المساعدة في ضبط الوضع وتأمين الاستقرار في المنطقة كونه على سلم ألاولويات ولندع التحليلات السياسية جانبا لأن أمن أهلنا واستقرارهم مقدم على ما سواهما.
وجدد حمود مطالبة الجماعة الاسلامية بضرورة ايجاد حل سياسي للاشتباكات الجارية في نهر البارد بما يحفظ أمن واستقرار وسيادة لبنان وبالتالي أمن أهلنا في المخيمات على أن تأخذ العدالة مجراها ونكون بذلك قد سحبنا فتيل انتقال الازمة الى مناطق أخرى وقطعنا الطريق على من يحاول الاصطياد في الماء العكر.
وفي مخيم نهر البارد سجلت اشتباكات متقطعة صباح امس بين الجيش اللبناني ومجموعة فتح الاسلام . وقال المتحدث باسم الجيشالوضع على حاله من التوتر وتدور اشتباكات من حين لاخر.
واضاف يسيطر الجيش على مداخل المخيم الثلاثة ويستمر بملاحقة فلول المسلحين. وكانت الاشتباكات قد اشتدت بعد ظهر الاحد بعد ان سجلت تراجعا قبل الظهر اثر يومين من المعارك العنيفة.
من جتها أفادت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية الرسمية بان الرجل الثاني في تنظيم فتح الاسلام أبو هريرة لم يقتل بل أصيب ، في حين قتل المدعو أبو عائشة وهو الحارس الشخصي للرجل الاول في التنظيم شاكر العبسي.
في الوقت نفسه جددت قوات الطوارئ الدولية المعززة في الجنوب نفيها أن تكون قواتها البحرية قد قصفت مخيم نهر البارد من البحر.
ونقلت الوكالة اللبنانية عن الناطق العسكري باسم القوات الدولية في لبنان دييجو فولكو قوله إن اتهامات تنظيم فتح الاسلام بشأن قصف بحري تعرض له مخيم نهر البارد من قبل القوات الدولية غير صحيحة ولا أساس لها على الاطلاق.